من المعتاد لنا أن نرى علاقاتٍ عاطفية تجمع بين شخصين من ذات العمر أو بين شخصين أحدهما أكبر من الآخر بعدة سنوات، حتى العلاقات العاطفية بين شخصين يكون فرق السن بينهما قرابة العقدين يمكن أن يكون طبيعياً رغم عدم شيوعه في الوقت الحالي طالما أنّها تجمع بين فردين بالغين متفاهمين ومتراضين.
لكن وفي بعض الحالات يمكن أن يمكن أن تكون مثل هذه العلاقات غير طبيعية ومرتبطةً بحالةٍ تُدعى اشتهاء كبار السن، وهنا نجد أن علينا أن نتساءل .. ما هو اشتهاء كبار السن وكيف يمكن أن نفرق بين علاقة طبيعية تجمع فردين بالغين يوجد فرق بينهما في السن وبين علاقة قائمة على اشتهاء كبار السن؟
اشتهاء كبار السن أو كرونوفيليا (Gerontophilia) هو الحالة التي ينجذب فيها فرد صغير السن إلى الأفراد الأكبر سناً منه بكثير بحيث يكون الفرق في السن عادةً قرابة 35 سنة، تتميز حالة اشتهاء كبار السن بامتلاك الشخص لخيالات جنسية متكررة لكبار السن بحيث يكون العمر هو العامل الحصري أو شبه الحصري لحدوث الاستثارة، وينتشر اشتهاء كبار السن بين كلٍ من الرجال والنساء، ويمكن أن تكون الرغبات غيرية أو مِثْليةً في بعض الأحيان.
من المهم أن ننتبه لكون اشتهاء كبار السن لا يتضمن أي حالة انجذاب أو افتتان من شخصٍ صغير لشخصية أو حضور من هو أكبر سناً منه، حالة اشتهاء كبار السن يجب أن تكون متعلقة بالسن وليس بشخص أو شخصية الفرد المنجذَب له. بنسبة كبيرة يكون اشتهاء كبار السن من حيث المبدأ شعوراً جنسياً بحتاً ولكن هذا لا يمنع وجود بعض الحالات التي يرغب فيها الشخص بالحفاظ على رابطة عاطفية بينه وبين الشخص كبير السن. [1]
يُصنف اشتهاء كبار السن بين السلوكيات الجنسية غير العادية أو الانحرافات الجنسية (بارافيليا)، يؤدي اشتهاء كبار السن إلى بعض الأعراض الخاصة والتي تتضمن عموماً: [2]
من الممكن أن يتم تصنيف اشتهاء كبار السن إلى نوعين أساسيين هما: [3]
يمكن أن نجد الكثير من العلاقات الجنسية أو العاطفية الطبيعية تجمع بين أفراد بفوارق عمرية كبيرة، ولكن عندما يتعلق الأمر باشتهاء كبار السن فقد لوحظ أنّ الأشخاص الذي يُعانون منه يمكن أن يكونوا يعانون من اضطرابات نفسية أو عقلية. بالطبع لا يمكننا استثناء وجود عوامل جينية تدفع الشباب إلى الانجذاب لكبار السن ولكن الأسباب الشائعة والتي يُعتاد ارتباطها بهذا التفضيل يمكن أن تتضمن:
علاج اشتهاء كبار السن قد يكون أمراً معقداً في الحقيقة، لأنّ بداية العلاج يتطلب مراعاة ما إن كان الانجذاب طبيعياً أو ناتجاً عن اضطرابٍ نفسي أو انحراف جنسي، يجب البحث عن العلاج في حال كان اشتهاء كبار السن يُسبب الكرب للشخص سريرياً أو يسبب الضرر للشريك.
هذا يعني أنّ العلاقات الطبيعية التي تتضمن أفراد مختلفين بالسن أو العلاقات ذات فارق السن القائمة على المصلحة لن تكون بحاجة للعلاج هنا.
المرحلة التالية في العلاج هي تقييم الشخص لمعرفة السبب في شعوره بالكرب وعدم الراحة من اشتهاء كبار السن، يعود ذلك لكون الشعور بعدم الراحة ينتج فقط عن الرفض الاجتماعي للعلاقة أو لبعض العوامل المرتبطة بالرفض الاجتماعي.
عند التأكد من أنّ الشعور بالكرب ناتج عن وجود الانحراف الجنسي المسمى اشتهاء كبار السن سيبدأ العمل على تقدير ما إن كان الشخص ينجذب لكبار السن بشكل حصري والعوامل والأسباب التي أدت لوصول الشخص إلى هذه المرحلة. سيبدأ الخبير أيضاً بالعمل على تقييم وخصائص نفسية للشخص مثل الشعور بالأمان واحترام الذات إضافة لمهاراتٍ اجتماعية مثل القدرة على حل المشكلات ومدى قدرة الفرد على الوجود مع شخصٍ من ذات العمر.
بالطبع سيبحث الطبيب المعالج عما إن كان اشتهاء الكبار ناتجاً عن تجارب سابقة مؤلمة ومؤذية، وفي حال كان السبب ناتجاً عن عوامل مثل السلطة والخضوع سيبحث عما إن كان الأمر مرتبطاً بإساءات لأحد الطرفين وخاصة من وجود إساءات واعتداءات على الطرف الكبير في السن. [3]
ختاماً .. يجب أن نقول من جديد أنّ اشتهاء الكبار في السن أو العلاقات مع الكبار في السن يمكن أن تكون مشكلةً عندما تتسبب بالضيق لصاحبها، وفي مثل هذه الحالات يكون الحل الأفضل هو استشارة أخصائي نفسي لتحديد السبب والعمل على علاجه وتصويبه
في إحدى الاستشارات حول انحراف اشتهاء كبيرات السن يقول صاحب الاستشارة وهو شاب ثلاثيني:
"أنا متزوج وزوجتي تحبني وعلاقتنا جيدة جداً، لكنني لا أستطيع السيطرة على الأفكار والخيالات الجنسية المرتبطة بكبيرات السن، أشعر دائماً برغبة جنسية واشتهاء للنساء الكبيرات في الخمسين والستين، حاولت كثيراً طرد هذه الأفكار من رأسي، ولا أعتقد أنني تعرضت لأحداث سابقة سببت لي هذا الانحراف".
اقرأ الاستشارة كاملة وإجابة الخبراء والقراء من خلال زيارة هذا الرابط.