كثيراً ما نسمع عن حالة طبية تسمى بالنزيف الداخلي وهي حالة ترتبط بالعديد من الأمراض أو الإصابات المختلفة في المواضع والأعضاء المختلفة من الجسم، وهذا ما يسبب غموض أو حيرة حول تشخيص هذه الحالة لدى غير المختصين وبالتالي فهمها، فهي ليست مرض محدد وإنما حالة طبية ترافق عادة حالات أخرى أو تنتج عن إصابات متعددة، وفي هذا المقال سوف نتعرف على النزيف الداخلي وأنواعه وحالاته ومخاطره.
النزيف الداخلي بالإنجليزي Internal Bleeding أو Hemorrhaging هو نزف يحصل داخل الجسم بحيث يتسرب الدم من الأوعية الدموية بسبب تمزق مفاجئ لها نتيجة عوامل متعددة أبرزها ارتفاع ضغط الدم أو التعرض لصدمة قوية والإصابة ببعض أنواع السرطانات، كما أن تناول الأدوية المميعة للدم كالأسبرين أو الوارفارين دون وصفة طبية قد يسبب نزيف داخلي.
ويعد النزيف الداخلي حالة خطرة لأنها قد تؤدي للإصابة بسكتة قلبية أو الوفاة في حال لم يتم إسعاف الحالة المرضية في الوقت المناسب، وبشكل عام جميع أجزاء الجسم معرضة للإصابة بالنزيف الداخلي أي أنه لا يقتصر على القلب والرأس كما يُشاع بل يمكن أن يحدث في القناة الشوكية والكبد والرحم والعين وباقي الأعضاء أيضاً.
وفي حال كان النزيف الداخلي بسيطاً يمكن للجسم معالجة الوعاء المتضرر دون الحاجة لتدخل طبي أما في حال ظهرت بعض الأعراض كالدوار الشديد وبرودة الجسم وحدوث تقيؤ مصحوب بالدماء بعد التعرض لإصابة أو لنوبة ارتفاع ضغط حاد فيجب إسعاف المصاب لأقرب مركز طبي لأن هذا يشير إلى حدوث نزيف في أحد الشرايين الرئيسية في الجسم مما يهدد حياة المصاب. [1]
النزيف الداخلي في الرأس هو نوع من أنواع السكتات الدماغية يحدث عند انفجار وعاء دموي في الرأس فيحاط الدماغ بالدم مما يسبب ضغطاً عليه ويمنع وصول الأكسجين لخلاياه وبالتالي يموت الدماغ بشكل كامل وتموت الخلايا العصبية وتتعطل الوظائف ذات الصلة بهذه الخلايا.
يحيط بالدماغ طبقة مؤلفة من ثلاثة أغشية تسمى بـ (الأم الجافية-الغشاء العنكبوتي-الأم الحنون) تسمى طبقات السحايا وتليها عظام الجمجمة ووظيفة هذه البنى هي حماية الدماغ من الصدمات وبالتالي نميز نوعين من النزيف في الرأس:
أكثر الأسباب انتشاراً هو وجود خثرة دموية متشكلة في المخ ومع مرور الدم يتولد ضغط على الشرايين وبالتالي انفجارها وفي حال كان الانفجار في وعاء رئيسي تتسرب كميات كبيرة من الدماء مما يهدد حياة المريض بالخطر كما أن الأورام المتشكلة في المخ تولد ضغطاً على الشرايين إلى أن ينتهي الأمر بانفجارها ليحدث كما ذكرنا سابقاً.
من الأعراض الرئيسية التي تشير إلى حدوث نزيف في الدماغ:
في الحلات الخطيرة يقوم الأطباء بإزالة جزء من عظام الجمجمة لتخفيف الضغط عن الدماغ وتقليل حجم التورم ومن ثم يحاول الأطباء ترميم الوعاء الدموي المتضرر في حال لم يتمزق باستخدام مواد خاصة وبعد ذلك يعطى المريض أدوية لمنع حدوث الإمساك ولتخفيف الآلام وبعد الشفاء يخضع المريض عند الحاجة لجلسات إعادة تأهيل لمعالجة مشاكل النطق.
النزيف الداخلي في الرحم هو نزيف دموي يحدث خارج فترة الدورة الشهرية ومن الممكن أيضاً أن تتحول الدورة الشهرية إلى نزيف داخلي عندما تستمر أكثر من سبعة أيام وبشكل غزير وبفترات غير منتظمة.
عند حصول نزيف خارج أوقات الدورة الشهرية يتم تشخيصه بأحد الطرق التي تبين سبب هذا النزيف وتحدد خطورته، كالصورة الرحمية بالأمواج فوق الصوتية التي ستكشف الأورام الليفية أو الحميدة.
كما يمكن إجراء تنظير للرحم عبر إدخال منظار ضوئي من خلال عنق الرحم، ويلجأ الأطباء أحياناً إلى أخذ خزعة ودراستها بحثاً عن خلايا شاذة وغير طبيعية.
يجب المعرفة قبل البدء بالعلاج أن بعض أنواعه تسبب عدم القدرة على الإنجاب فيما بعد لذلك يتجه الأطباء أولاً إلى العلاج بالأدوية التي تخفف النزف كمضادات الالتهابات غير الستيروئيدية أو بعض الهرمونات، في حال لم تنفع هذه العلاجات يتجه الأطباء إلى استئصال بطانة الرحم أو الرحم كاملاً للتخلص من النزيف.
تزداد نسبة الإصابة بسرطان بطانة الرحم في حال استمر النزيف لفترات طويلة وفقدان الدم بكميات كبيرة يؤدي إلى حدوث فقر دم، كما أن نسبة المشاكل التي ستحصل في الحمل والإنجاب تزداد بشكل كبير وملحوظ في حال استمر النزيف.
يعد النزيف الداخلي أحد مضاعفات القرحة المعدية ويكون خطيراً في أغلب الحالات ويزيد من احتمال وفاة المصاب عندما يترافق مع الأمراض المزمنة الأخرى وتأتي خطورته بسبب كمية النزف الكبيرة فتقل كمية الدم الواردة إلى القلب والكلى فيحدث فشل كلوي ويتوقف القلب عن العمل.
وعند القول نزيف داخلي في المعدة فهذا قد يشمل نزيفاً في باقي أعضاء الجهاز الهضمي أو أن نزيفاً في أحد الأعضاء أدى إلى نزيف في المعدة، لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار كامل أقسام جهاز الهضم في هذه الحالة.
تختلف الأعراض حسب مكان حدوث النزف وحسب كمية الدم المفقودة ففي حال كان النزيف علوياً سيصاب المريض باضطرابات هضمية كتقيؤ قوامه يشبه القهوة ولونه بني إلى أحمر، بالإضافة إلى ضيق في التنفس وآلام في الصدر وشحوب في الوجه.
أما في حال كان النزيف سفلياً فسيواجه المريض مشاكلاً في التبول بحيث يكون التبول بكميات قليلة أو لا يقدر على التبول، بالإضافة إلى أن البراز سيكون مدمى بلون أسود قاتم.
إن أعراض هذا المرض لا يمكن اتخاذاها كدليل قاطع للتشخيص وهنا تكمن الخطورة لذلك يقوم الطبيب بإجراء تنظير داخلي لتحديد مكان النزف، ويمكن أخذ عينة من البراز للتحري عن الجرثومة.
لا يمكن الاستهانة بنسبة الوفيات جراء حدوث نزيف داخلي في الجسم، ولكن لا يمكن القطع والجزم أيضاً أن كل نزيف داخلي يعني الموت، لذلك في هذه الفقرة سنصنف أكثر أنواع النزيف الداخلي شيوعاً من حيث الخطورة: [5]
من الممكن تقليل خطر الوفاة الناجمة عن النزيف الداخلي عن طريق اتباع بعض الخطوات البسيطة في حال ظهرت بعض أعراض النزيف على شخص أنت تعرف مسبقاً أنه قد أصيب بحادث ما: